يوضّح السّيد أنّ المجاهد في سبيل الله ينطلق على أساس فهم ووعي صحيح للجهاد في سبيل الله, فيكون مستعداً لتحمّل الشّدائد, وواثقاً بالله, وفاهماً لمعنى نصره وتأييده, فلا تهمّه نفسه, ولا يبحث عن النّصر الشّخصي لذاته, ولو تطلّب الأمر أن يبذل نفسه شهيداً في سبيل الله, فإنّه لا يتردّد, ولا يتراجع, بل يجاهد من أجل الله وفي سبيله, فيكون همّه نصر القضيّة الّتي يتحرّك ويجاهد من أجلها, وأنّ المجاهد هو من تذوب وتتلاشى شخصيتّه, وكلّ الماديّات أمامه في سبيل الله, يقول السيد: (فهو لا ينطلق على أساس فهم قاصر للمسألة، أن يفهم قول الله تعالى: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ﴾ إذاً سيتحرك وبالتالي فلن يلاقي أي صعوبة، وأن معنى تأييد الله هو إمداد غيبي له بحيث لا يلاقي أي عناء, ليس هذا هو الفهم المطلوب, وأنت واثق من المسيرة التي تسير عليها أنها مسيرة حق، والمواقف التي تتحرك فيها أنها مواقف حق، هذا شيء مهم، ثم ثق, وعندما تثق هل تثق بنصرك شخصياً؟ يجب أن تلغى، وإلا فسيكون من ينظرون إلى أنفسهم شخصياً, أن يتحقق لهم شخصياً كل تلك الوعود فهم من قد يضطربون عند أول شدة يواجهونها.
اقراء المزيد